الرئيسية / المكتبة / من الفكر والقلب / القضاء والقدر / القضاء والقدر لا يرفع البلاء إلا الدعاء

القضاء والقدر لا يرفع البلاء إلا الدعاء

سؤال ما معنى لا يرد البلاء إلا الدعاء؟

الجواب: البلاء قدر والدعاء قدر؛ فقدر يدفع بقدر. كما أن الجوع قدر يُدفع بالطعام وهو قدر أيضا؛ لكن كلاهما داخل في علم الله تعالى، وتحت إرادته سبحانه 0.فليس كل من يجوع يجد الطعام كالفقير، وليس كل من يجده يستطيع أن يأكله كالمريض، وليس كل من يأكل يستفيد مما يأكل، وقد يؤكل الطعام فيكون سماً. وكذلك المبتلى فقد يتذكر الدعاء أو لا يتذكر، وقد يجاب على الفور وقد لا يجاب أصلا وقد يدخر اجره في الآخرة.

 واللديغ قد يجد الدواء وقد لا يجد وقد لا يستفيد؛ فالحديث جاء بقصد الحث على التوجه إلى  الله تعالى، حتى من يقوم بالطاعة يجب أن يطلب من الله تعالى القبول والتثبيت ] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب[ آل عمران:8)

(راجع إن شئت كتابي خمس حقائق إيمانية / فصل الدعاء).

مشاركة: كنت أركب في سيارة، وكان السائق مسرعاً، فقلت له: على رسلك يا هذا، فإن المُنْبَتَّ لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى، فقال: يا شيخ مالكم تقولون ما لا تفعلون؟ قلت: ماذا يا هذا؟

فقال: أليس كل شيء بقدر؟ فقلت له: نعم، ولكن لنفترض أن الله قد كتب عليك أن تموت بسيارتك تحت شاحنة ضخمة-وهنا بدأ يخفف سرعته- فهل هناك فرق بين أن تكون مسرعاً فتدخل تحت الشاحنة لطيشك، وبين أن تكون واقفاً فإذا بالشاحنة تركب فوقك لطيش سائقها؟ فقال: نعم هناك فرق كبير.

قلت: فنحن نحب أن نسير بهدوء ليس فراراً من الموت، ولكن خوفاً من أن يحاسبنا الله على طيشنا يوم القيامة، وشكراً.

شكراً لك، وهذا توضيح جيد للتفريق بين: كتب وحاسب، التي نحن بصددها، فنحن حين نتوجه للعمل، لا نقصد بذلك جلب الرزق، ولكن لنيل أجر التعب، والكد في تحصيل أسباب الرزق، إذ أن الرازق هو الله، والقاعد يأتيه رزقه، ولكن ليس له أجر التعب والكد في تحصيل الرزق، كما أن دخول الجنة برحمة الله، ولكن الجنة درجات، وإنما تحصل الدرجات العلى بالعمل.

مشاركة :

وعاجز الرأي مضياع لفرصته    حتى إذا فات شيئاً عاتب القدرا

   يروى أن أبا بكر الصديق t كان في حروبه للردة يعمل حتى يقال: إنه لا يتوكل، ويتوكل حتى يقال لا يعمل، ذلك لأن الزهد، والرياء، والتوكل هي من أعمال القلب، فمن الناس من يعمل ومنهم من لا يعمل، والذي يعمل قسمان: الأول متوكل والثاني غير متوكل، أما الذي لا يعمل فهو كسول ولا يقال عنه: متوكل، وإنما يقال عنه متواكل.

نعم: فقد سئل علي بن أبي طالب y عن القدر فقال: أراد منا وأراد بنا، فانشغلنا بما أراد بنا عما أراد منا. نعم فالمسلم = المستسلم لأمر الله ينفذ أوامره، ويترك الباقي لله U فهو العادل الكريم العفو الرحيم.

عن qudah

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

4- الموت والتوبة

4- ...

%d مدونون معجبون بهذه: