ما هي قيمة المرأة في الجاهلية وما هي قيمتها في الإسلام ؟!.
في الجاهلية كانت إذا ولدت الزوجة بنتاً كانت هذه البنت مصدر تشاؤم، أما في الإسلام فهي مصدر بركة وخير، فعن عائشة مرفوعا بلفظ(من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث)) (كشف الخفاء ج: 2 ص:379)
أما في الجاهلية فقد كانت مصدر عار وشؤم ) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ % يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ[ (النحل:59). انظر إلى أول الآية (بُشِّر) فهي بشارة. وانظر بعد ذلك إلى التصرف الجاهلي مع هذه البشارة..
]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَت % بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (التكوير:9)
أما عن أجر التربية فيقول المصطفى e (( ما من مسلم له بنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة )) (ابن ماجة/الأدب/3670).(( ولا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات )) (الطبراني وأحمد/19922مسند عقبة بن عامر)
أما في اختيار الزوج فان الأب كان يزوج ابنته دون استشارتها فجاء الإسلام يقول:(( لا تزوج البكر حتى تستأذن ولا تزوج الثيب حتى تستأ مر ))(البخاري/النكاح/5136)،
فإذا تزوجت المرأة كانت من سقط المتاع في الجاهلية، حتى أنها كانت تؤخذ بدل الدية، أو يزوجها أخوها لأحد الرجال بلا مهر مقابل أن يتزوج أخت هذا الرجل بلا مهر، فجاء الإسلام ليقول ]وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً[ (النساء:4) أي تكون مهورهن هدية بلا مقابل.
وفي معرض المعاشرة بالحسنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأ هلي))(الترمذي مناقب3895 ).
. فإذا أصبحت ألام عجوزاً ( فالجنة تحت أقدام الأمهات)([1]).
ولا ننسى انه عقد جمع كنسي في القرن السابع للميلاد واختلفوا: هل للمرأة روح أم لا؟ وإذا كان لها روح فهل هي كروح الإنسان؟ وإذا كانت كروح الإنسان، فإنها وبالإجماع ليست كروح الرجل !!! ثم أصدروا بياناً ينددون فيه بالمرأة باعتبارها شراً لا بد منه وأنها مصدر الآثام والخطايا ….الخ …..(المرأة بين الفقه والقانون للسباعي)
وعندما تذكروا أن مريم ( عليها السلام) هي امرأة أصدروا قراراً استثنائياً لأجلها. لكن القرآن الكريم يقول ) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض( (آل عمران:195)، و الآيات في ذلك كثيرة بعد ذلك نقول:
هل هناك حول فكري أفظع من هذا الحول الذي يتهم فيه الإسلام بظلم المرأة؟؟!! فما مثلهم إلا كمثل القاضي الذي أراد أن يضرب السارق فركل المسروق منه. فما بال المرأة في الإسلام في هذه الأيام تنادي وتطالب بالمساواة ؟
…انه التقليد الأعمى للمرأة لبلاد الغرب. وطالما انه التقليد الأعمى، فلنترك المرأة هنا – لأنها تقلد ولا تعي ما تقول([2] )- ولنذهب إلى منبع المشكلة هناك في الغرب ولنسأل ما هي الأسباب، أنها حدثت عند ظهور الرأسمالية والحروب العالمية الأولى والثانية.فما الذي حدث؟:
لقد قامت الحرب العالمية الأولى…ثم ما لبثت أن قامت الحرب العالمية الثانية؛ حروب طويلة استنفذت كل شيء؛ كان القتل فيها للرجال و لكن المأساة على النساء.. إذ ذهب فيها أكثر من عشر ملايين قتيل، وأكثر من هذا العدد جرحى ومعوقين وأسرى حروب هدهدتهم السجون، وأكثر منهم رجال سئموا الحياة … فمن الذي كان يعيل الأطفال في نفس فترتي تلك الحربين الضروسين ؟
لقد خرجت المرأة للسعي لأجل الرزق لنفسها، ولمن يلوذ بها من طفل وعجوز، وحين وصلت المرأة إلى الرأسمالي لتعمل عنده وجدته يعاملها ببشاعة وظلم واستغلال، فهي تعمل لديه لساعات أطول مما كان يعمل الرجل، ولكنها بنفس الوقت تتقاضى من الأجر أقل مما يتقاضاه الرجل.
وأمام هذه الضغوطات والتمييز والاستغلال؛ فقد وقفت المرأة تنادي بالمساواة، وقامت المظاهرات النسائية وعمت الاضطرابات وسقطت الضحايا منهن لأجل المساواة …
نعم المساواة في كل شيء…فطالما أنها تعمل مثل الرجل، فلماذا لا تأخذ من الأجر مثله بل ولماذا لا تتولى من المناصب مثل الرجل …؟!
وبالتدريج فقد سارت الأمور رويداً رويداً في هذا الطريق.
فلقد سُمح للمرأة في البدء بأن تَنتخب، ولكن لم يسمح لها بأن تُنتخب، ثم صارت المرأة تنتخب النواب الذين يكتبون على يافطاتهم عبارة (نريد للمرأة أن تنتخب وتنتخب) وحين وصلوا إلى البرلمان-أو بر الأمان-أوفوا بوعودهم.
نعم لقد أصبحت المرأة الآن تعمل مثل الرجل من حيث عدد الساعات، وتتقاضى مثل الرجل من حيث الأجر، وتتولى في المناصب الحكومية مثل الرجل فهذه هي المساواة في الغرب ….فهل حصل للمرأة في بلاد الإسلام من الظلم والجور مثل ما حصل لها في بلاد الغرب، ؟اللهم لا.
وهنا تحضرني نكتة:وهي أن رجلاً أهبل – ضعيف العقل رغم أنه سليم الجسم – قالت له زوجته هاهو موسم الحصاد قد أتى فاذهب إلى دار فلان، فأنهم جماعة يتقون الله، فساعدهم في الحصاد لتحصل على القمح، ولكن إياك أن تقبل من الأجر إلا كيلا وأكثر _ والكيل عبارة عن كيس يتسع لحوالي 120 كغم. هؤلاء الجماعة المحترمون استقبلوه وأجلسوه ووافقوه على ما طلب، وقالوا له سنعطيك بطيحة من القمح _ والبطيحة أربعة أضعاف ما طلب حوالي 500 كغم – أتدرون ما كان جوابه…
إنه رفض أن يوافق إلا على كيل أو أكثر كما قالت له امرأته. وكلما حاولوا إقناعه بأن يأخذ البطيحة أصر على انه لن يقبل إلا كيلا أو أكثر…. هنا أذعن الناس لما أراد، ولما انتهى الحصاد أعطوه كيلا، ثم لما انصرف بعثوا إلى زوجته وأولاده بالباقي.
هذا هو حال بعض النساء في ديار الإسلام، تريد أن تكرمها فتأبى وتصر على انه لا بد من مساواتها بالرجل….
الإسلام يريدها أن تحضن ابنها لتجعله رجل المستقبل، يريدها كما قال ذلك الرجل العاقل:” تهز السرير بيمناها وتهز العروش باليد الأخرى”… الإسلام أمر الرجل أن يكد ويتعب ليأتي في آخر النهار للبيت بما يلزمه، بينما تقوم المرآة بأعظم عمل إلا وهو تربية الأجيال ليصبحوا رجال المستقبل.
[1] -احمد/15110/مسند معاوية بن جاهمة، النسائي/الجهاد/3104، بلفظ ( هل لك من أم ؟ قال:نعم، قال: فالزمها فان الجنة عند رجلها) –
[2] جاء بعض العلماء إلى قرية، فحثهم فيها على أن يرسلوا أحد شبابهم لطلب العلم. وكان كلامه مخلصا ومؤثرا. ولكن لم يستجب لطلبه أحد. ثم سمعوا بفوائد طلب العلم من بعض المتنفذين. هنا جمعوا أمرهم على التبرع لإرسال شاب لطلب العلم. وطبعا فقد اختير لذلك ابن المختار، فذهب في طريق حتى وصل إلى مزرعة فيها خبيث، فسأله: ما هذا الذي تبيعونه فقال: عنب فقال الشاب في نفسه:هذا مشابه لما أطلب. فحاول شراء العنب بدل العلم، فلما سمع الخبيث هذه الجهالة قال له: خذ هذا الجراب (مصنوع من كامل جلد شاة ) ودع أهل بلدك يضعوه في عنقك بكل حرص. وكلما قلت كلمة رددوها وراءك. فلما وضعوه في عنقه لم يدر بخلد أحد أن الكيس مملوء بالنحل والدبور والزلقط . وعندما أحس بالألم صار ينادي آه بعد آه وهم يرددون وراءه الآهات ظانين أنه العلم. فما أفلت منهم إلا بعد جهد جهيد . وهذا نوع من التقليد الأعمى .