الرئيسية / المكتبة / المرأة / والسماء والطارق النيازك والمجرات

والسماء والطارق النيازك والمجرات

ومضــــــات

 من ســورة الطـــارق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين واحسن الله ختامي و ختامكم وفرج عنا وعنكم أجمعين، أما بعد: يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (الطارق/1-7) .

 )وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ %وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ %النَّجْمُ الثَّاقِبُ % إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ % فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ % خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ %يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ( صدق الله العظيم.

 يلفت سبحانه النظر إلى شيء من خلق السماء فيقول والسماء والطارق، ثم يلفت الانتباه بصورة سؤال، فيقول: ( وما أدراك ما الطارق )، ويأتي الجواب: ( النجم الثاقب). فما هو النجم الثاقب؟.

 على الأرجح انه النجم الذي يخر في الليل وكأنه سهم مسرع، ويخلف وراءه ناراً وشراراً، ثم لا يلبث أن ينطفئ، وان مقدار ما يتساقط من هذه الشهب على الأرض في كل يوم يقدر ما بين ألفين وثلاثة آلاف شهاب، فما هي قصة تلك الشهب؟.

 هناك نظرية علمية تقول: بأن بعض الكواكب تولد وان بعضها الآخر يموت ويتفتت، وتبقى هذه الأجزاء متناثرة في الفضاء تدور هنا وهناك؛ يقع بعضها على القمر، وبعضها على الأرض، وبعضها على كواكب أخرى.

فإذا وقع بعضها على القمر، فانه يرتطم بسطحه، ويعمل في جسمه فوهة، حتى أن بعض الفوهات على سطح القمر يبلغ قطرها (150) ميلاً، بحيث تستطيع أن تراه ليلة البدر بمنظار صغير.

 وهنا يأتي السؤال الكبير وهو: لماذا لا يوجد على سطح الأرض مثل تلك الفوهات؟ ولماذا لا يحدث مثل ذلك الدمار، طالما أن هذه النيازك المتفتتة يسقط بعضها على الأرض؟؟؟ .

ويأتي الجواب بان الأرض تتعامل مع هذه الوافدين إليها بثلاثة أشكال وهي: إما أن تطردها بعيداً عنها؛ وأما أن تقسمها إلى شطرين، أو أكثر من ذلك ([1])، والتعامل الثالث هو: أن تسحبها وتشدها بقوة الجاذبية إلى أحد قطبيها.

 وتبدأ عمليه التسارع للنيزك في الانجذاب إلى الكره الأرضية من مئات الأميال؛ فإذا ما ارتطم بالغلاف الجوي احترق وظهر على الشكل المعهود في الليل،    وهذه هي الحالة التي يعبر عنها القرآن الكريم بالنجم الثاقب.

ولذا فقد قام العلماء بتصفيح الطائرات المقاتلة بنوع رقيق من الفولاذ، وذلك تفادياً لاحتراق الطائرة إذاً ما سارت بسرعة أكثر من سرعة الصوت؛ ولاتقاء خطر القذائف المعادية …

و أمر آخر هو….أن هناك مذنبات تأتى لتزور الكرة الأرضية، وهي تثير الهلع في قلوب الراصدين لها، بحيث تتجاوز الحد المعقول، ولكنها تعود أدراجها بعد ذلك.

 فهناك مذنب ” اكاّر” وهناك مذنب ” هالي ” وهناك مذنبات غيرها فبعضها يأتي بزيارة كل ” 75 ” سنة وآخر كل ” 50 ” سنة، وهكذا يقول الله تعالى عنها ” الجوار الكنس “(التكوير/16)

وتقول في اللغة كنس الأسد، ولكنك لا تقول كنس الفأر، وذلك لأنها أمور خطيرة وليست بالسهلة، وتوضيحاً لذلك أقول: إن مذنب ” أكار ” لو سقط على الكرة الأرضية لدمر مساحة قدر مساحة فرنسا مثلاً، فلو افترضنا أن حدث مثل ذلك فهل ستبقى الكرة الأرضية تدور بنفس السرعة التي كانت تدورها؟؟!!

 أسئلة طويلة محيرة، والعلماء في نقاش حائرون فيما يفعلون، حتى كان أحد هذه الاقتراحات يقول:

 هل نرسل صاروخاً محملاً بالقنابل الذرية والهيدروجينية، بحيث يدمر المذنب، فينزل إلى الأرض قطعاً متناثرة؛ والحمد لله فلم يفعلوا؛ إذ لو انفجر الصاروخ كما حدث لبعضها فان الخطر أعظم بكثير..

والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن في آخر الزمان يظهر كوكب الذنَب….

نعود إلى محور حديثنا فلقد قال الله تعالى ) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ((الأنبياء:32)، فلقد أثار الخرق في طبقة الأوزون هلعاً عند علماء الطبيعة الذين نبهوا الناس إلى أن المدينة في القرن العشرين قد أتت بالويلات للعالم، إذ من المعروف: أن الغلاف الجوي يحمي البشرية من أخطار الإشعاعات الضارة الموجودة في الكون، والتي تنبعث من هنا وهناك، حيث عادت عليه مدنيته بالثبور.

وهنا نرى انه قد اتضح لنا شيء من معنى هذه الآيات وإعجازها، ولكن المعنى يتضح أكثر عندما نرى الربط بما بعده أي بقوله تعالى: )إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ( ، ثم بعدها يأتي قوله تعالى )فَلْيَنْظُرِ الأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ(.

 وقبل التعرض لخلق الإنسان نحاول أن نلفت النظر إلى قوله تعالى)إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ( فالحافظ ليس واحد بعينه، و إنما هو اسم جنس.

 فلو ذهبت إلى طبيب صديق، وأردت أن تعمل لنفسك فحوصاً، فانه يعطيك خمس ورقات ذات ألوان وأهداف مختلفة، في كل ورقة ما يقارب عشرين بنداً [ 5×20= 100]، وفي المائة فحص هذه، لو كان عندك فحص واحد أقل من المطلوب، أو أكثر من الازم، فأنت على خطر داهم، علماً بان هناك أكثر من مائة فحص يمكن إضافته على هذه الأوراق، هذا عدا العقل والروح..الخ .

)فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ^ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(

 الدافق المسرع، ولماذا هو مسرع في نزوله على دفعات؟! إنه؛ لكي يتجاوز بسرعة منطقة مليئة بالجراثيم، ويصل لكي يلقح البويضة (( والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي فيقول: (( لا يقعن أحدكم على امرأته كما يقع البهيم على البهيمة، وليكن بينهما رسولاً. قالوا: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام))([2])

والحكمة في ذلك أن الرجل عندما يداعب زوجته، فان مادة شفافة لزجة تنزل منه تساعد على تطهير الممر من الجراثيم، وكذلك المرأة، وبذلك يتفادى الحيوان المنوي الجراثيم من أن تعلق به كي لا يأتي الولد مشوهاً.

 إن السرعة للكوكب ساعدت في تدميره لتنجو أيها الإنسان؛ كما أن السرعة في الإنزال ساعدت في نجاة النطفة، وذلك من أجلك أيها الإنسان. ) يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ *الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ( (الانفطار8).

 وينزل في كل جماع ما يعادل وسطياً نحو (200,000,000)، مائتي مليون حيوان منوي. و يتسابق الجميع نحو البويضة للتلقيح، والذي يلقح هو حيوان منوي واحد، بعدها تغلق البويضة عن كل الحيوانات المنوية الأخرى، وفي ذلك حكمة و أيما حكمة، فلو سمح لهذه الملايين بالدخول لكان الناتج بحجم الذر؛ فاقتضت الحكمة أن يكون التلقيح لحيوان منوي واحد….وهناك بعض الحالات الشاذة، وذلك بسبب حبوب منع الحمل أو أشياء أخرى.. يكون فيها المولود متعددا.

إذا فمن علًّم البويضة أن تغلق على نفسها بعد التلقيح بأول حيوان منوي؟. ([3]) إنــه الخالق العليم الذي قــــال في محكم كتابه) وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً( ([4])

وتكون البويضة محاطة بالمشيمة كما تحاط العروس بالصبايا ليلة الزفاف؛ فإذا ما تم التلقيح انسحبت المشيمة ومعها البويضة، فدقت جدار الرحم، وارتطمت في أعلاه ؛ لتمتص منه الدماء اللازمة لحياة هذا الجنين.

 وهنا يظهر بجلاء الإعجاز القرآني في قوله تعالى: )حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً( الأحقاف 15)، فأما وضعته كرهاً فمعروف منذ القدم، وأما حملته كرهاً، فلم يُعرف إلا في القرن العشرين، إذ من يحب أن يؤخذ من دمه قطره واحدة…

 


[1]) هناك نظرية فلكية تقول: بان القمر لو اقترب من الأرض أكثر من اللازم، فان الأرض ستشقه إلى قسمين، أو أكثر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

[2] ) (رواه أبو منصور والديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس،وإتحاف السادة المتغني للزبيدي ج5ص372/العراقي بهامش أحياء علوم الدين/ج2ص52).

[3] واستطرد هنا لأقول إن اليهود يحاولون تكثير عددهم، بكل وسيلة ونحن نحاول تقليل عددنا بكل وسيلة، هم جابوا الدنيا ليجمعوا لكي يكثروا، ونحن أتينا بكل أدوية العالم لتحديد نسلنا( راجع إن شئت كتابي خمس افتراءات على أعلى المقامات /فصل خطورة تحديد النسل)

[4] ويقال أن رجلاً كان في قرية وضعت زوجته بشيء لم يعرفه سوى انه كومة لحم، وكانت الدنيا مثلجة فآخذ هذه اللحمة ( البقجة) وألقاها على الثلج، وبعد أيام ذهبوا ليروا ما هذه ( البقجة ) فإذا بها 18 طفلاً كل واحد منهم طوله شبر فقط.

عن qudah

تعليق واحد

  1. جزاكم الله خيرا وأمدكم بآلائه وأيدكم بنصره

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

4-تعدد الزوجات

4-تعدد ...

%d مدونون معجبون بهذه: