باب في: اللدغ
لدغ الحشرات بل والعقارب والحيات ما هو إلا نوع من أنواع إثارة الحساسية ؛ فإذا كانت الحساسية لا تحتمل فيجب معالجتها .
فالعقرب مثلا يأتي ويجد غفلة من الإنسان ويهاجمه بسرعة ويضربه بزبانته كأمهر ممرض بضرب الإبر، وإذا بالمادة السامة تدخل الجسم وتبدأ بالتفاعل. ويفر العقرب مختبئً بانتظار أن تموت فريسته؛ لكي يهجم عليها فيأكل ما استطاع منها. وتكون المعالجة بإعطاء مادة تعادل المادة السامة بحيث تبطل مفعولها ([1]) ويمكن أن تكون المعالجة بسحب المادة التي أدخلت إلى الجسم وذلك بعدة طرق منها:
1- شطب مكان اللدغ بشفرة نظيفة معقمة بحيث يسيل الدم مع السم حتى نتأكد من خروج السم تماما، علما بأن الإنسان العادي (البالغ) يستطيع سحب وحدة دم كاملة ؛ فلا ضرر من خروج قليل من الدم مقابل إنقاذه.
فقد قام بعض الفلاحين بقطع إصبعه بسرعة عندما شاهد الأفعى ممسكة به وخشي من تفريغ السم به ؛ نعم قد يكون مخطئا، لكن ماذا يفعل!؟.
2- مص وسحب السم بواسطة الفم، وهذه لها شروط منها سلامة الفم من الجروح والقروح، ولهذه الطريقة مخاطرها أيضا إذ قد يخشى من تسرب السم إلى قلب الساحب.
3- قد يشطب المكان ويسحب بواسطة كأسات الهواء [ راجع الحجامة في آخر الكتاب ] ولكن يجب أن يكون المكان واسعا يسمح بوضع الكأس أو الزجاجة عليه.
4- أعتقد أن أفضل طريقة هي أن يسحب السم بشفطه بواسطة إبرة طبية (سرنجة) يقطع أو يقص مقدمتها حسب المكان ثم توضع على مكان دخول السم، ويسحب حتى يخرج السم من الجسم، ويمكن وضع قليل من الريق (البصاق) على المكان حتى يساعد على عدم التسرب للهواء.
5- إذا لم يوجد (سرنجة) يمكن قص أنبوب بلاستيكي( بربيش) أو أي شي يمكن من خلاله شفط وسحب السم من الجرح لكن بدون أن يلامس الفم الجرح وبدون دخول السم إلى الفم.
كما أن الذي يصاب باللدغ ويربط على يده يجب أن يسمح للدم بالمرور مجددا كل نصف ساعة.
قصة:كانت زوجتي في حديقة المنزل وأمامها طفلها وإذا بعقرب أصفر يهاجمها وللطف الله تعالى لم يهاجم ابنها، فالكبير يكون غالبا أقدر على تحمل مثل هذه الجرعة([2])ورغم كل التعليمات السابقة لأهل البيت، إلا أن الدهشة جعلتها تشرط مكانا غير مكان اللدغ، فلم تحل المشكلة إذا؛ فطلبوا لها سيارة الإسعاف فأخذت إلى العيادة القريبة راجعت كل ما في بطنها ؛ مما يدل على أن المعدة مصفاة للجسم.
وحوِّلت إلى المستشفى، و أعطيت إبرتين ثم أدخلت للعناية. بعد ربع ساعة كنت عند باب غرفتها، وكان السم قد وصل إلى قلبها وأنا لم أعرف بذلك لحد الآن. فقرأت الفاتحة والمعوذتين وما حضرني من الأدعية فأفاقت، وبعد ذلك بقيت في المستشفى خمسة أيام.
الطب يقول: إن العقارب الصفراء منها ما هو شديد السمية كهذه، ومنها ما سمه متوسط ؛ أما العقارب السوداء فمنها ما هو متوسط السمية، ومنها ما هو قليل السمية ؛أما العناكب(جمع عنكبوت) فهو أنواع كثيرة منها ما يقتل إذا بلغ حجمه 8 ملم، أما اللدّان ( أم أربع وأربعين) فهو قاتل إذا بلغ طوله 25 سنتمتر.
قال بعض من كان في زيارة مريضه يا شيخ: والله إنه قد وجد الأفعى في بيته في الطابق الثالث تحت المغسلة، وأشار علي لتنظيف الحديقة من العقارب باقتناء بعض الدجاج البلدي، فاشتريت دجاجتان وديك، وبدأت بتنظيف الدار من العقارب ولاحظنا العقرب في فم الدجاج عدة مرات، وكنا في الليل نسمع صياح الديك في ثلث الليل ونصفه وسدسه الأخير أما قبل الفجر فشيء كثير. وكأن الديك لديه ساعة ومفكرة فقلنا يا سبحان الله:
وفي كل شيء له آية: تدل على أنه الواحد([3])
وفي أحد الليالي سمعنا صياح الدجاج، فكنا نذهب إلى الخم (القن) ونأتي ولا ندري ما هو السبب، وعرفنا مؤخرا أن الفئران كانت تهاجم الدجاج ففهمنا معنى قول المصطفى(r) ((خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم …وعد منها الفأرة والعقرب والحدأة والحية والكلب العقور))المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم ج: 3 ص: 286.وعرفنا أنها فواسق هرعت لنصرة بعضها البعض، وتعجبنا لماذا لا يهرع المسلمون لنجدة بعضهم بعضا ؟!
وكنا لا نضع تحت الدجاج جذوعا من الأشجار العالية ليقف عليها الدجاج، فعرفنا أن الفأر يهاجم في الليل (خفافيش الظلام) ويستطيع أن يرى، بينما الديك إذا كان واقفا فإنه يستطيع أن يضرب الفار برجله فيقع الفار على الأرض فيكون نوعا من الدفاع.
للدغ الحشرات:عصير الليمون أو شريحة بصل. وأكل الليمون نافع بإذن الله تعالى على ما ذكره كتاب الغذاء لا الدواء لمن لدغته حية.
للدغ الحشرات: (يقال) ريق الإنسان أو شق فصم الثوم نصفين ودلك المكان به. ويقال بأن العقرب إذا أخذ ما في بطنها ووضع على مكان لدغها شفي بإذنه تعالى
[1] وهذا ما يفعله أغلب أدوية الحرب الكيماوية التي تقوم على معادلة المادة الداخلة إلى الجسم
([2]) يقول المثل محل العقرب لا تقرب، محل الحية أفرش ونام “وهذا كناية عن أن العقرب تهاجم حتى من لا يهاجمها، على عكس أغلب الحيات التي لا تهاجم إلا من يهاجمها. وكان بعض الناس يضع الشيد في أمعاء الدجاج أو الخراف فتلتهما الحية وحين تبدأ معدتها بالهظم فإن الأمعاء تذوب فتتسمم الحية وينشق بطنها . كما كان بعضهم يضع الجبصين( الجص) مع الطحين، وحينما يأكله الفأر فإن الجصين يقتله .
([3]) كان أحد المتأملين يقول :إن الديك في صياحه يقول:
إلي(الذي) نايم يفيـــــق الموت حق و حقيــــــق
والقبر ضيق ويضيـــــق والنار تحرق حريــــــق
والدين هو الطريــــــق شوف لك عـ دربك رفيـــق
وأنا لكم صديــــــــق 0000 تذبحوني؟!