روعة الإسلام في تطبيق الزكاة
تجلت روعة النظام المالي الإسلامي في عهد عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-حينما أرسل عامله على الزكاة في أحد البلدان الإسلامية يستأذنه في إرسال فائض أموال الزكاة إلى مقر الخلافة، فرفض طلبه، وأمره أن يتخذ الإجراءات المناسبة لتوظيف أموال الزكاة في البلد الذي جمعت منه، فما كان منه إلا أن أعلن في أهل البلد ما يلي:
1. من كان من شباب المسلمين يريد الزواج، ولا يملك المهر، فزواجه من بيت مال المسلمين. وهذا مساعدة لتطهير للمجتمع من أسباب الرذيلة.
2. من كان عبداً مسلماً، ويريد العتق، فعتاقه في بيت مال المسلمين.
3.من كان عليه دين، ولا يجد مالاً يقضي به دينه، فأداؤه في بيت المال.
4. من كان يستطيع الجهاد وليس عنده فرس، فبيت المال يقدم له فرساً.
فزوج الشباب، واشترى للمجاهدين خيولاً، وأعتق العبيد، وقضى دين المدينين، وبقي بعض المال الفائض عن الحاجة أودع في بيت المال، ولم يبذر هنا وهناك، كما هي أموال الأمة في هذه الأيام . وشكراً
شكراً للأخ الكريم : كما أن هذه هي روعة النظام الإسلامي في الغنى، فكذلك كانت في الفقر، فعندما حصل الجدب في أحد الأعوام في زمن عمر بن الخطابt فلم يبق عند المسلمين سوى الخبز والزيت، وكان عمر لا يحب الزيت لأن بطنه يقرقر منه، لكنه لم يأكل إلا كما يأكل عامة المسلمين وفقرائهم، وذات مرة صار بطنه يقرقر فقال له: قرقر أو لا تقرقر فوالله لن تذوق اللحم حتى يشبع أولاد المسلمين اللحم، فهذا هو الإسلام لمن أراد أن يطبق أو يفاخر.
مشاركة(6): تفضل مشكوراً.
عندما فسد النظام النقدي في إحدى الدول قامت الدولة بتوزيع الأموال على الشعب بالتساوي، ولم تمر بضع سنوات حتى أصبح عندهم تفاوت في الدخول، فمنهم لديه الآلاف، ومنهم من عليه الآلاف، فالملكية الفردية أمر طبيعي، والغنى والفقر أمر بديهي، والإصرار على إلغاء الملكية الفردية بحجة العدالة والمساواة بين الناس، أمر غير منطقي.
شكراً يا أخي، وكما قلنا سابقاً: إن الإسلام قال للكل: اذهبوا واعملوا بما شئتم، وإياكم من: الربا، والغش، والاحتكار، والاستغلال، ثم ادفع زكاة أموالك رفقاً بإخوانك الآخرين الذين لا يجدون ما ينفقون على أنفسهم، لعجزهم أو مرضهم، أو لحاجتهم التي تسد بالتعاون بين بني البشر.
مشاركة(7): تفضل مشكوراً.
عندما انهار الاتحاد السوفييتي، وانهار الستار الحديدي، وسمح لنا بالذهاب إلى تلك الدول التي كانت محكومة بالحديد والنار، رغم أن الثورة كما يقال إنما قامت لأجل تلك الشعوب فإننا وجدنا أمرين:
الأول: أن الرجال في القرى عاطلون لا عمل لهم إلا القليل، والنساء هن اللواتي يعملن ببعض الأعمال كنسيج الصوف وبيعه، وحلَّلنا ذلك بأن الدولة هي التي كانت تتكفل بإطعام الشعوب، والشعوب إن عملت أم لم تعمل يأتيها طعامها، فاختاروا أن لا يعملوا، وبما أن يداً واحدة لا تصفق، فقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه، من الفقر والإفلاس.
الثاني: أن الجميع، حتى المدرس أو المدرسة في الجامعة، وهي أرقى فئات المجتمع، يستجديك إلى حد الذل إذا رأى أنه بإمكانك أن تحسن إلى أحدهم بإعطائه بنطلون”جينـز” مثلاً، علماً بأن معجون الأسنان كان يصرف بالوزن بدل أن يكون مغلفاً بعبوة، وشكراً.
والحمد لله رب العالمين.