طلب العلم فريضة الأسئلة

س: عندما أدخل في الصلاة تتوارد الأفكار عليّ من هنا وهناك فلا أستطيع الخشوع في الصلاة، فما العمل للتخلص من هذه المشكلة؟.

ج: إن إبليس يشعر بالهزيمة، إذا رأى إنسان يصلي بخشوع، فيبدأ يذكره بهذا وبذاك، ولكن على الإنسان أن يتنبه لذلك، وأن يطرد وساوس الشيطان، وذلك بالتفكر فيما يقرأ، وبالتأني في أداء الأركان والاطمئنان فيها، فكل ركن من أركان الصلاة يرافقه ركن آخر وهو الاطمئنان فيه، ويحاول أن ينتصر على الشيطان ويطلب العون من الله بالدعاء المستمر أن يرزقه الله الصلاة ذات الخضوع والخشوع، فهو وحده القادر على نصر المؤمنين على أعدائهم، وأولهم إبليس العدو اللدود للمؤمنين.

وللتفصيل الوافي في الموضوع حبذا لو قرأت ذلك في كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الإمام الغزالي أو أحد مختصراته لتجد الشرح الوافي لمشكلتك وعلاجاتها

س: طبيعة عملي تفرض عليّ أحياناً أن لا أودي الصلاة في بداية وقتها، أو مع الجماعة فما العمل؟

ج: قلنا فيما سبق بأن هناك فرق بين الجواز والأفضلية.فالصلاة على وقتها أو في بداية وقتها هو الأصل، والأفضل تأديتها مع الجماعة، كما أن للصلاة وقت ابتداء ووقت انتهاء فما بين الوقتين الصلاة جائزة، ولكن كلما كنت قريباً من وقت الابتداء اقتربت من الأفضلية، وكلما اقتربت من وقت الانتهاء اقتربت من الكراهة ،  والحريص على الأجر والثواب يحرص على الأفضل دائماً.

س: هل يجوز صلاة الفرض في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها؟

ج:صلاة الفرض لا يمنع منها شيء، وإنما النهي عن الصلاة في هذه الأوقات هو عن صلاة النفل فيها،أما الذي لا يصلي العصر قبل غروب الشمس بقليل خوفاً من الكراهة فمثله كمثل المستجير من الرمضاء بالنار.

مشاركة (  ) : قد يسمع بعض الشباب الخطيب يقول 🙁 البخاري ج: 2 ص: 683من   أفطر  يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن   صامه، فيأتي الشيطان ويقول له: إذا فأنت من أهل جهنم ؛ فما عليك سوى ترك الصيام والصلاة بل والذهاب للخمارات لأنك من أهل جهنم .

والصحيح أن هذا كمثل رجل شق ثوبه فذهب لكي يخيطه فقال له الخياط إنه مهما بذل من جهد فلن يعيده كما كان ، فما كان من هذا الرجل إلا أن أتى بسكين وبدأ يشقق بثوبه هذا بحجة أنه لن يعود كما كان قبل أن يصيبه الشق الأول. ولو كان عاقلاً لرضي بثوبه أن يرقع قدر المستطاع بدل أن يزيد في شقه شقوقاً طويلة عريضة . وشكراً.

شكراً للأخ الكريم: كذلك فإن بعض الشباب قد يحتلم في نهار رمضان أو يصبح جنباً فيضن أن صيامه غير صحيح فيفطر. وهذا كله وأكثر يحسل من الجهل بالأمور الشرعية.

س11:قلت: إن ترك الصلاة من الكبائر، فما هي عقوبة تارك الصلاة؟

ج11: الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ولا تسقط عن المسلم ما دام فيه عرق ينبض، فلو أن رجلاً صُلب في بئر نجسة، وكان عارياً، ووجهه إلى غير القبلة، وكان جنباً-أي فاقد لجميع شروط الطهارة، وشروط الصلاة- فإنه تلزمه الصلاة ويصلي بالإيماء برأسه، فإن لم يستطع حرك أجفان عينيه بحركات الصلاة، فإن لم يستطع هذه أيضاً أجرى الصلاة على قلبه.

وهكذا  ترى أن الصلاة لا تسقط بحال، في حين أن الزكاة لا تجب على الفقير، والصيام يسقط عن غير المستطيع، وكذلك الحج، أما الصلاة فلا، وذلك لأهميتها، قال تعالى: )حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ(( البقرة، 238).

وأمرنا أن نحارب الكفار حتى يقيموا الصلاة، قال تعالى: )فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(([1])،ويقول النبي: r:”إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاة”([2])، والكفار أول ما يذكرون من ذنوبهم ترك الصلاة عندما تسألهم الملائكة:  )مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ(([3])،

وقال تعالى مخبراً عن هلاك الأمم بعد عزتها وكرامتها:

)فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا(([4])، وغي، واد في جهنم بعيد قعره، خبيث طعمه.

 والذين يتكبرون عن السجود لله تعالى، فإن الله تعالى لا يتوب الله عليهم ويفقدون القدرة على السجود يوم القيامة )يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ(([5])،وجزاء هؤلاء الذين يتكبرون عن عبادة الله معروف وهو الخلود في النار:

)إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ(([6]).

والصلاة لا تسقط عن المجاهد وهو في أحلك الظروف، وأشدها بأساً، ولكن صلاة تناسب الموقف: )وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ(([7]).

والصلاة فرضت على كل الأمم التي كانت قبلنا مع الاختلاف في الكيفية، وهي ما دعا به سيدنا إبراهيم عليه السلام فقال: )رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(([8]).

فلا بد من تعريف المخاطب قيمة هذا الدين، والمحافظة على الصلاة في السراء وفي الضراء، وهي تحتاج إلى صبر ومثابرة، وفيها مشقة بالغة على المنافقين، ولكن الخاشعين يجدون فيها راحة وحلاوة : )وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ*الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ( البقرة، (45-46).

أما المنافقون فإنها شديدة عليهم، وعندما يقومون إليها كأنما يجرون على وجوههم يراءون بها: )وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا(142النساء،

وفيما بينهم لا يؤدونها بل يستهزئون بها: )وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ[

وفي الختام أيها الأخوة الكرام، لابد لكل واحد منا أن يطالع كتب العلم، وخاصة الفقهية منها حتى يعرف أمور دينه، ويتعرف على الأحكام الشرعية، والعزائم والرخص، ويرجع إليها عند الحاجة.

انظروا إلى أصحاب المهن كيف يحرصون على أن تكون عندهم عدة للعمل في المحل، وأخرى في البيت، وهكذا حتى يبقوا على اتصال مع مهنتهم، ونحن مهنتنا المحافظة على أمور ديننا ،إلى جانب الاهتمام بأعمالنا، حتى تستمر هذه الحياة كما رسمها لنا خالقنا وبارئنا.

 ولنتوكل على الله حق توكله، ونتيقن بأن الرزق مثله مثل الأجل لابد أن يتحصل عليه الإنسان لأنه مقسوم له منذ الأزل، ولكن الإنسان يحاسب على الوسيلة التي يكتسب بها هذا الرزق ، فليصبر وليحتسب ليؤجر على تحصيله لقوت عياله، ولا يستعجل فيجلبه من طريق حرام، فيحاسب عليه.

ولنتعلم أمور ديننا بالحلم والأناة ولا نستعجل، فالدين ليس لقمة واحدة تلتهمها فتصبح عالماً، فالصحابة كانوا يتعلمون العشر آيات من النبيr فلا يتجاوزونها حتى يحفظوها ويطبقوها ويعملوا بها، لأن المهم هو الكيف وليس الكم، ولا فائدة من عالم جمع العلم كله ولا يعمل بأقله، والخير كل الخير فيمن تعلم اليسير وعمل به

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ومن العلماء العاملين، إنه سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين.

 


([1]) سورة التوبة، آية (5).

([2]) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان برقم(82).

([3]) سورة المدثر، آية (42-48).

([4]) سورة مريم، آية (59-60).

([5]) سورة القلم، آية (42-43).

([6]) سورة غافر، آية (60).

([7]) سورة النساء، آية (102).

([8]) سورة إبراهيم، آية (40).

عن qudah

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

4- الموت والتوبة

4- ...

%d مدونون معجبون بهذه: