الرئيسية / المكتبة / حقائق ايمانية / تفسير المنام / تعبير المنام وتفسير الرؤيا

تعبير المنام وتفسير الرؤيا

تفسـير الأحــلام

أو تعبيـــــــــــــر الرؤيـــا

تمهيد:-الإنسان روح وجسم وعقل، كما أنه ماضٍ وحاضر ومستقبل، ولا يجوز لنا أن نهمل جانباً لأجل اهتمامناً بجانب آخر، لذلك فقد صح القول بأنه ( ما من إسراف إلا ويقابله حق مضيع) .

والإنسان له عالمه في منامه كما أن له عالم في يقظته، وله سبحات روح في حال راحته، كما أن له تفكير جاد عميق في تعامله … يرى ويخطط في النهار محاولاً أخذ الفوائد واجتناب المضار، والحصول على أكبر قدر ممكن من الدنيا، ولكنه لا يدري ما يخبئ له المستقبل … ولا يعرف أن وراء الأكمة ما ورائها.

فكما أن للعقل تخطيط وتنسيق فإن للروح سبحات وتسبيح، وبما أن الإنسان عقل وجسد وروح فلابد من العناية في هذه المجالات كلها …

ولقد تفوق الإنسان في عالم المادة في هذا الزمان خاصة –كما يدعون-([1])، وانشغل كثيراً بالمحسوس حتى ضجرت روحه من كثرة انكبابه على المادة واللهث وراءها… وانشغل عقله وتفكيره بالبحث عن الوسائل التي تهتم براحة الجسد وجمع المادة عن الاهتمام بأدنى درجات الكفاية الواجبة للروح التي هي الجزء الأهم في حياة الإنسان؛ حيث أن الدماغ يتفسخ بعد بضع دقائق من خروج الروح؛ كما أن الجسد يبقى بعد خروج الروح جثة هامدة بلا حراك.

 والشخص العادي في هذه الأيام متعب للغاية، حتى أنه حينما يأتي إلى بيته ليستريح، أو

 يأوي إلى فراشه لينام، فإنه يجد التلفاز أمامه … ليجد عقله مضطراً للانهماك في التفكير.

 فيما يهمه أو لا يهمه مما يعرض أمامه بأساليب الإثارة المتنوعة، فما ينام إلا بعد أن تفنى آخر نقطة من قدرته على المتابعة.

وبما أن العقل ينهمك أثناء النوم بترتيب المعلومات التي جمعها أثناء النهار … فإنه قد يصحو في الصباح على صوت المنبه، أو المنبهات التي تقول له – بلسان الحال- إن الوقت لا يتسع لمزيد من النوم والراحة… فيبدأ نهاره من جديد متعباً مما تراكم عليه في الأيام الماضية من التزامات هي فوق الطاقة…

ولذلك فإنك تجد العقل متعباً لأجل الجسد، والجسد مشغول بمتابعة المادة التي يلهث ورائها، دون أن يدرك منها إلا ما قسم له منذ الأزل، وبذلك فإنه يظلم جسمه وروحه وعقله جميعاً.

ومن هنا تبدو معجزة الإسلام الخالد الذي اعتنى بالروح والجسم والعقل بتوازن وتوافق وانسجام، لأن خالق الكل واحد فلا مجال لعداوة جزء لآخر، ولا منازعته، ولا لمحاسدته؛ فكانت الصلاة مثلاً:

1-حركات جسم

2-وتلاوة لكلام منطقي واضح مفهوم محرك للعقل

 3- يعقبه سجود بخشوع واطمئنان روحي

ومن هنا جاءت محاضرتنا هذه كنموذج من اهتمام الإسلام بهذا النوع من لحظات عمر الإنسان؛ فالإسلام قد شرع للمنام كما شرع لليقظة.

هذا وإن بعض الماديين والمشككين قد حاولوا جهدهم أن يطمسوا معالم هذا العلم، ويفسروا كل ما يراه الإنسان في منامه على أنه انعكاس لما يدور في يقظته فقط، جاهلين أو متجاهلين الفرق بين الرؤيا والأحلام وبين الحقائق والأوهام.

وبما أن الإسلام يُحارب حتى في المنام؛ لذلك يجب أن ندافع عنه- بل نوضح نصاعة مواقفه- في كل منحى من مناحي الحياة.

لذلك فقد جاءت هذه المحاضرة –على تواضعها- تحمل دلالة صادقة واضحة على أهمية (تفسير الأحلام الصادقة) وما تحمل من دلالات المستقبل، وأنها بحق جزء من ست وأربعين جزءا من النبوة كما أخبر المصطفى r بذلك.


([1] ) لا نسلم إطلاقا بأن أبناء اليوم هم أفهم من خبرات السابقين قال تعالى عن من سلف ] وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها [ 9 الروم، فكل مهندسي اليوم لا يعرفون سر بناء الأهرامات، ولا أي طبيب يعرف لحد الآن سر المومياء التي حفظت بها أجساد الفراعنة …الخ. ولكن هذه الأيام قد فتحت كنوز الأرض كما أخبرنا الصادق المصدوق r في أشراط الساعة وقرب حلول يوم القيامة ومن كنوز الأرض على سبيل المثال:

1-البترول وما قامت عليه من آلات و صناعات 2-الكهرباء وما تحتوي من اختراعات واكتشافات 3-الإلكترون وما فيه من تعمق وسرعة 4-الخ مما لا يعد ولا يحصى حتى أصبح كل من يملك المال يستطيع أن يمتلك ما يملكه الملك من سيارة ومسجل ومروحة..لخ كان الملوك لا يحلمون برؤيتها. مصداق قوله تعالى ]حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[ يونس:24 ومع ذلك فإن عمر البناء بالحديد المسلح عمره الوسطي يبقى 50 عاما فقط على عكس البناء القديم حيث يبقى مئات السنين.

عن qudah

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آيات التستر عن اعين الكافرين

آيات ...

%d مدونون معجبون بهذه: