الرؤيا في القرآن الكريم
من الملاحظ أن سيدنا إبراهيم عليه السلام محبوب في كل الديانات وحتى عند مشركي العرب ذلك أنه U(( إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض))(البخاري ج: 3 ص: 1175 ) .
وسمي إبراهيم خليل الله؛ لأن محبة الله قد تخللت إلى أعماق قلبه، وحينما امتحنه بأن يذبح ابنه الوحيد إسماعيل([1]) عليه السلام لأجله فإنه قد نجح في الامتحان:
]فلما بلغ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الصافات:102
كما أن قصة سيدنا يوسف إنما ابتدأت بالمنام وغار الأخوة وحسدوه على ذلك المنام ولكن الله حقق تلك الرؤيا لأنها حق:
] يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ( (يوسف:100).
وقد فرح الصحابة الكرام برؤيا النبي r:
]لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً[ (الفتح:27)
وعندما رأى فرعون رؤيا أفزعته وكان تأويلها زوال ملكه، أمر بذبح الأطفال وظن –بحمقه- أن ذلك سيغير من قدر الله شيئا حيث وصل الطفل -موسىu إلى قصر فرعون وما استطاع فرعون أن يؤذيه
)وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ[القصص:6
وكذلك قل في رؤيا النمرود، وكذلك رؤيا آمنة بنت وهب حينما رأت في المنام نورا من مكة إلى الشام وذلك أثناء حملها بحبيبنا محمد r، وكذلك رؤيا كسرى “… إبلا صعابا تعبر من نهر دجلة..الخ،وكذلك أخذ سلاح الفرس وختم عليه وأعطاه رسول Q r إلى عمرt.
و أيضاً رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب والتي رأتها قبل وقعة بدر كما ورد في كتب السيرة وما ورد في المستدرك على الصحيحين ج: 3 رقم 21
( يا أخي لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني ليدخلن على قومك منها شر وبلاء، فقال: وما هي فقالت رأيت فيما يرى النائم أن رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ……
فتحدث بها….. ففشا الحديث قال العباس والله إني لغاد إلى الكعبة لأطوف بها إذ دخلت المسجد فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدثون عن رؤيا عاتكة فقال أبو جهل-مستهزأ – يا أبا الفضل متى حدثت هذه النبية فيكم؟ قلت: وما ذاك؟ قال: رؤيا رأتها عاتكة بنت عبد المطلب، أما رضيتم يا بني عبد المطلب أن يتنبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم فسنتربص بكم هذه الثلاث التي ذكرت عاتكة فإن كان حقا فسيكون، وإلا كتبنا عليكم كتابا إنكم أكذب أهل بيت في العرب …
فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقلن أصبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم تناول النساء وأنت تسمع …..فلم يكن إلا الجهاز حتى خرجنا فأصاب قريشا ما أصابها يوم بدر من قتل أشرافهم وأسر خيارهم أ.هـ. بتصرف واختصار.
[1] )) راجع كتابي(قرأت القرآن والإنجيل فأسلمت) لتطلع على أن الذبيح هو إسماعيل u وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل والقرآن.