آداب النوم والتفسير للرؤيا وآداب المعبر

آداب النوم

:(راجع فتح الباري ج11 -91)

1–من آداب الرائي أن يكون صادق اللهجة .

2-أن ينام على وضوء. صحيح البخاري ج: 1 رفم:97 عن البراء بن عازب t قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به)).

3- ما ورد في صحيح البخاري ج: 5 رقم2169عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ قل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده قالت عائشة فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به(3 مرات).

4-أن يقرأ عند نومه وسورةالشمس والليل والتين وآية الكرسي.

5- أن يقول عند النوم اللهم إني أعوذ بك من سيئ الأحلام، وأستجير بك من تلاعب الشيطان في اليقظة والمنام، اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة نافعة حافظة غير منسية اللهم أرني في منامي ما أحب.

6-التسبيحات الفاطمية: وسبب تسميتها بالفاطمية ما ورد في صحيح البخاري ج: 5 رقم: 2329 أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى- الطاحونة- فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة ……فقال ((ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؛ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم)) وهذا يدل على أن ذكر الله تعالى فيه إعانة للمؤمن في حياته كما سنذكره إن شاء الله تعالى.

6-صحيح البخاري ج: 5 رقم: 2329 عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).

7-سنن أبي داود ج: 4 رقم 310 عن معاذ بن جبل y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه)).

8-أن يسامح المسلمين كما في حديث الرجل الذي أخبر عنه النبي e ( أنه من أهل الجنة) لأنه كان عند نومه يسامح المسلمين.

9–فتح الباري ج: 12 ص: 371 وورد في الاستعاذة من التهويل في المنام ما أخرجه مالك قال بلغني أن خالد y بن الوليد قال يا رسول الله إني أروع في المنام فقالr (( قل: أعوذ بكلمات الله التامات ومن شر غضبه وعذابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)).

وفي هذا دلالة على أن الشياطين حريصون على التشويش والتنكيد والترويع للمؤمنين وخاصة المجاهدين والدعاة إلى الله U.

بقي أن نقول إن السهر على التلفاز سبب من أسباب تشويش الرؤيا، ذلك لأن القط لا يحلم إلا بأكل الفئران. ونقول: إن من الأفضل التقيد بكل هذه الآداب لئلا يلبس عليك الشيطان، فتصبح تحدث الناس عن رؤيا ولم تدر أنها من دس الشيطان، أو تمني النفس.

آداب الرؤيا الصالحة

1-أن يحمد الله عليها وأن يستبشر بها.

2-أن لا يغتر بها. فلو بشره أحد بالجنة، أو أنه من الصالحين؛ فيجب أن لا يصيبه الغرور كيف لا ورسول الله e كان يقول:((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))

 3-أن لا يحدث بها إلا من يحب كما روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن رزين مرفوعاً(( ولا يقصها إلا على وادٍ أو ذي رأي)) ؛لأن من لا يحب قد يفسرها بما لا يحب إما بغضاً أو حسداً، فقد تقع على تلك الصفة، وقد يتعجل لنفسه من ذلك حزناً ونكداً. ولأن ” الرؤيا لأول عابر” وهو حديث ضعيف لكن له شاهد صححه الحاكم مرفوعاً (الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت ).

وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشةy قالت كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف يعنى في التجارة فأتت رسول الله (r) فقالت إن زوجي غائب وتركني حاملاً، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاماً أعور، فقال e خيرٌ، يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً وتلدين غلاماً براً، فذكرت ذلك ثلاث فجاءت ورسول الله r غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام فقلت (لعلها لم تعلم بتفسيره r إلا بعد ذلك) لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي فجاء رسول الله r فقال :((مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها)).

4-عليه أن يذكر قصتها كاملة ويتتبع جزئياتها حتى لا يترك منها شيئا-هذا إن كان لها طعم_أي رؤيا صالحة كما أسلفنا.

ومن أدب العابر

1-أن لا يعبرها عند طلوع الشمس ولا عند غروبها ولا عند الزوال ولا في الليل.

2-وأن يقول قبل سماع الرؤيا ما ورد في المعجم الكبير ج: 8 ص: 302 عن بن زمل الجهني y قال كان رسول الله r إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله: سبحان الله وبحمده وأستغفر الله إنه كان توابا سبعين مرة، ثم يقول سبعين بسبعمائة لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة، ثم يستقبل الناس بوجهه وكان يعجبه الرؤيا فيقول هل رأى أحد منكم شيئا: قال بن زمل y فقلت: أنا يا نبي الله قال خيرا تلقاه وشرا توقاه وخيرا لنا وشرا على أعدائنا والحمد لله رب العالمين أقصص رؤياك) على بركة الله.

آداب الرؤيا المكروهة

1- أن يتعوذ بالله من الشيطان ومن شرها وأن يتفل ([1])عن يساره (ثلاثا) حين يهب من نومه كأن يقول بعد كل تفله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر الحلم الذي رأيته. وقد يضاف: ومن شر الأحلام التي رأيناها ومن شر الأحلام التي رُؤيت لنا.

2- أن لا يخبر بها أحد أصلا فإن أخبر قال ما رأيك بمن رأى كذا.

3-أن يتحول عن الجنب الذي كان ينام عليه.

4-أن يقوم للصلاة وأن يقرأ في صلاته آية الكرسي لما ورد في الحديث الصحيح عن فضائلها (ولا يقربنك شيطان).

وللعلامة أبن حجر- رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه ونفعنا به وبعلومه آمين- في كتابه الفخم الضخم فتح الباري كلام طيب ومعلومات لا يمكن أن يجمعها كتاب مثله في شرحه للبخاري فتح الباري ج: 12 ص: 371حيث نقل فيه عن القرطبي في المفهم:

أن الصلاة تجمع ذلك كله: لأنه إذا قام فصلى تحول عن جنبه وبصق ونفث عند المضمضة في الوضوء واستعاذ قبل القراءة ثم دعا الله في أقرب الأحوال إليه(السجود) فيكفيه الله شرها بمنه وكرمه.

 وورد في صفة التعوذ من شر الرؤيا أثر صحيح أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة عن إبراهيم النخعي w

 قال إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره فليقل إذا استيقظ أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني فيها ما أكره في ديني ودنياي.

فعن أبي سلمة(t)كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله r يقول الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره، فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها (لأنه عرف علاجها). مسلم ج: 4 ص: 1772

---