أما الكرامــــــات:
فكما ورد في قصة مريم: وكيف أطعمها الله تعالى ]وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) مريم:25) ً، ومعلوم أن جذع النخلة صلب غليظ قوي … لكن الله تعالى قد تعبدنا بالأسباب … كما أنطق الله تعالى لها عيسى uوهو رضيع للدفاع عنها،عدا عن إكرامها في صغرها ] كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[آل عمران:37) .
ومن الكرامات كرامة(آصف)صاحب سيدنا رسول الله سليمان u والذي ذكر في مبحث الجن حين نقل عرش بلقيس.
وانظر إلى بداية سورة الكهف حينما طلب الملك الفاجر من الشباب الوزراء أن يسجدوا له على أساس أنه إله، ثم يأخذوا ما يشاءوا من أموال ويتمتعوا بعد ذلك بما شاءوا من شهوات …
ولكنهم رغم شدة الشهوة فيهم كونهم شباب، ورغم حاجتهم: إلا أنهم رفضوا الوزارة وعاشوا كلهم في مغاره… لأن المقصود هو الطهارة … وتركوا الملك الكافر… ليعيشوا مع كلب…
ورغم أن الكلب نجس العين لكن ذلك الكافر كان نجس اليقين … فكان الكلب أقرب للطهارة ] نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً %وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطا [ إلى قوله تعالى 00وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا )[[1])الكهف:25 وفي كل هذه المدة لم يأكلوا ولم يشربوا. ولذلك فإن من قرأ أوائل سورة الكهف (قراءة تدبر وفهم) عصم من الدجال-بإذن الله تبارك وتعالى- كما أخبر الرسول ( r)… ذلك أن أعور الدجال يبذل الطعام والشراب في زمن لا يوجد فيه طعام ولا شراب مقابل العقيدة … وهنا تكون قصة أصحاب الكهف نبراساً يقتدي به المؤمنون بحيث يلهمون التسبيح و التحميد والتهليل فيكفيهم ذلك عن الطعام والشراب… وكما قال الشافعي رحمه الله.
تموت الأسد في الغابات جـوعاً ولحم الضأن يطـــــرح للكلاب
فخنزير يبات على فـــــــــراش وصاحب علم ينام على التراب
وتهلك معظم أمة محمد (r) من هذا الدجال ذلك أن الطعام المقدم لهم من قبل ذلك الطاغية الأعور ما هو إلا طعام مليء بالسموم طويلة الأجل والهرمونات القاتلة التي لا تكتشفها المجاهر والمختبرات. والله أعلم.
وتبقى القلة القليلة الباقية على الإيمان فينزل عليهم المسيح عليه السلام ويمسح على رؤوسهم ويبشرهم بمنازلهم في الجنة … ثم بعد يأجوج ومأجوج يأكلون من الطعام المبارك بحيث يأكل الفئام من الناس الرمانة ويستظلون بقحفها. هذا في الدنيا فما بالك بنعيم الجنة.
] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[الزمر:10).
… ومن الكرامات الواردة في عهد الصحابة…
أـ كرامة تكثير الطعام في بيت أبي بكر الصديق y عندما كان عنده ضيوف من أهل الصفَّة.. فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها (رواه الشيخان)( مسلم 2057)
ب ـ من كرامات عمر yأنه بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب، فجعل يصيح: يا ساري الجبل! فقدم رسول من الجيش فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا، فإذا بصائح يصيح:يا ساري الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم الله تعالى ( رواه الإمام البيهقي –رحمه الله تعالى-في دلائل النبوة وابن عساكر بإسناد حسن)
ج- وعن أنس (t)أن أسيد بن حضير tوعباد بن بشر tتحدثا عند النبي(r) في حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله e ينقلبان، وبيد كل واحد عصية، فأضاءت عصا ([2]) أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله) ( صحيح ابن حبان 2030 ، وأحمد والبيهقي ).
د-عن ابن المنكدر:( أن سفينة مولى رسول الله(r) أخطأ الجيش بأرض الروم،أو أسر فانطلق هاربا يلتمس الجيش، فإذا هو بالأسد، فقال يا أبا الحارث-وهي كنية الأسد-أنا مولى رسول الله e كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الأسد، له بصبصةـ البصبصة: تحريك الذنب-حتى قام إلى جنبه، كلما سمع صوتا أهوى إليها ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى بلغ الجيش، ثم رجع الأسد (رواه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي)
وفي ذلك يقول البوصيري –رحمه الله تعالى:
ومن تكن برسول الله نصرته: إن تلقه الأسد في آجامها تجم
[1] إن من الدقة بمكان أن يكون الفرق بين السنة الشمسية والقمرية 3% مما يعني أن الفرق في 300 سنه هي تسع سنوات؛ لقوله تعالى وازدادوا تسعا، ولكن التناهي في الدقة تظهر في قوله تعالى ] قل الله أعلم بما لبثوا[؛ لأن هناك فروقا لا تدرك إلا بحساب متناهي الدقة؛ لقوله تعالى] الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ [ ولعلى أشرح ذلك في كتابي عن “”خمس مقالات حول القمر” فأسالوا المولى عز شأنه أن ييسر إخراجه.آمين.
[2] الحمد لله الذي رأينا في هذه الأيام كيف أن المصباح اليدوي يضيء في أيدينا بواسطة الكهرباء حتى نعرف أن هذا الزمان فيه مجال رحب للدعوة إلى الله تعالى وتبيين حقائق الإسلام