ما الحكمة في الربط بين إقامة الصلاة وترك الخمر؟
الإنسان مخلوق في كبد، والدنيا لا تستقر معه على حال، ولإزالة هذه الهموم فقد يطغيه الشيطان ليهرب إلى الخمر؛ لأنها تُنسي الإنسان واقعه، فإذا ما صحا من سكرته عادت إليه الهموم أشد مما كانت عليه.
فالفقير يزداد بالسكر فقراً؛ لأنه أضاع المال، والمشغول يضيق الوقت عليه؛ لأن الزمان الذي كان يجب أن يفكر فيه قد ذهب بالسكر، والمختلف مع عائلته يزداد عليه الأمر سوءاً: لأنه بعد السكر يكون قد أزعج أهله وأولاده أو خرب ثيابه أو بال عليها … الخ . فمثله مثل من يجلس في الحر تحت ظل شجرة زعرور، نعم إن شوكها يؤذيه، لكن ماذا يفعل من وهج الشمس؟.
وجاء الإسلام لا ليقول له: اقطع شجرة الزعرور، ولكنه قال له: اغرس على بعد بضعة أمتار شجرات زيتون ورمان وتفاح وعنب وتين واسقها من فضل وضوءك، وبعد خمس سنوات إذا مررت عليه تجده قد قطع شجرة الزعرور لوحده دون أن تأمره؛ ذلك لأنّ ظل الشجرات الأخرى أكبر وليس لها شوك يلسعه .
وكذلك مثل الصلوات الخمس، يهرع فيها الإنسان إلى الله تعالى ليقف بين يديه بوعي وخشوع فلا حاجة له بعد ذلك إلى غياب في السكر عن الوجود.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}