فالطفل في السويد يدخل الحضانة ثم الابتدائي ثم الإعدادي فالثانوي على حساب الدولة، ثم يسألوه هل تحب أن تكمل الدراسة أم لا؟ فيقول: نعم. فيتم تحويله إلى التعليم الجامعي، ثم بعد التخرج يسألوه: هل تحب أن تكمل التعليم أم تريد التوظف؟.فإن أحب التوظف سألوه: هل تريد هنا أم هناك. فان لم يعجبه شيء أعطوه إجازة أربعة شهور مع معاشها حتى يجدوا له المكان المناسب .
ثم بعد ذلك فان الخمر أشبه بالمجان، و أما الزنا فقد يكون أرخص من ذلك. .؟! ولكن ومع كل ذلك فان في السويد أعلى نسبة انتحار في العالم..لماذا..؟!
لأنهم أكلوا حتى شبعوا وشربوا حتى ارتووا وسكروا حتى الثمالة وزنوا حتى قرفوا ولما لم يجدوا في الحياة هدفاً فإنهم ينتحرون. وينتحر ثلاثون ألف شخص سنوياً في اليابان.
لذا فانك تجد أحدهم يصعد إلى مكان عالٍ ثم يتأرجح ويسقط، ولعل كثيرين من المارين في الشارع لا ينتبهون لكثرة ما يحدث مثل ذلك ([1]) فإذا جاءت الشرطة وفتحوا جيبه وجدوا فيها العبارة التالية: [انتحرت لأني لم أجد للحياة معنى ].
نعم إن الصاروخ إذا فقد هدفه انفجر، وكذا الإنسان إذا فقد هدفه انتحر، وما هو هدف الإنسان في الوجود، قال تعالى )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( (الذريات:56)، والإنسان هو خليفة الله في الأرض{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة}(البقرة /30) ليطبق أحكام الله تعالى في الأرض وكما يحب ربنا ويرضى.
فهلا فهمنا قيمة تربية الطفل في الإسلام.
([1]) وفي الآونة الأخيرة هدد بعضهم بخروج مظاهرات وإسقاط الحكومة إن لم تجد حلا لهذه المشكلة.أي مشكلة كثرة المنتحرين وإزعاجهم للآخرين. لا لمشكلة الانتحار بحد ذاتها فأجابت الحكومة: كيف لنا أن نمنع إنسانا يريد الموت ؟! فقالوا لا دخل لنا. المهم أن تجدوا حلا. هنا أعلنت الحكومة بأن هناك الحديقة الفلانية، والمكان الفلاني مخصص لمن يريد الانتحار، فلا ضرورة في إزعاج الآخرين. و يستجيب كثيرون ممن يريد الانتحار للنداء. هنا سارع كثير من الدعاة إلى الله تعالى بالذهاب إلى ذلك المكان لكي ينقذوهم من الإقدام على الانتحار وذلك بالدخول إلى الإسلام، فهنيئا لمن دعا إلى الله ( راجع إن شئت كتابي خمس مقالات في مداخل الإيمان/فصل كيف انتشر الإسلام)