لماذا كان الحجاب على وجه المرأة لا على وجه الرجل ؟ والجواب: أن الرجل كما أسلفنا – في الفصول السابقة – بالأدلة الواقعية، أنه هو المهيأ فطريا وجسديا للعمل خارج البيت، والمرأة المهيأة فطريا وخلْـقيا للمحافظة على رجال المستقبل ؛ فإن الذي يخرج إلى الشارع أقل من الآخر هو الذي يلبس الحجاب إذا خرج .
وأمر آخر هو: أن الرجل ينظر، ولكن المرأة تسمع. ومن هنا فإنا إذا منعنا الإثارة عن الرجل -بالحجاب؛ فإن الكلام لن يصدر من الرجل، وبذلك فلا تثار المرأة بكلام الرجل. ومن هنا قطعت الفتنة من أولها.
ومع ذلك فإن المرأة مأمورة بعدم التغنج في القول ذلك لأن هناك مرضى النفس. )فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً( (الأحزاب:32)، كما أمر الرجل بغض البصر عمن بدت منها زينة عامدة أو غير عامدة. ) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ^ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ… وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31).
ولقد دخلت إلى معلمة ممن غرر بها أعداء الله فقلت لها: هل من الممكن أن تحدثينا عن شيء من فوائد السفور، لعلي أنصح به أحد أرحامي، فقالت: لا شيء سوى التقليد الأعمى “الموضة”.
وحين نعرف أن شرت الكهرباء ممنوع هندسيا، منذ تولد الكهرباء في الوشيعة في المولد مرورا بأسلاك الضغط العالي وحتى وصولها للمحول الفرعي داخلا في نفق الساعة حتى تصل إلى المصباح، لكي تحصل الفائدة ونشعر بالارتياح للنور، فإن اللقاء بين الفتاة والشاب كذلك ممنوع حتى وصولهما إلى عش الزوجية.
أما حينما نستغرب أن الثعلب قد قال للغراب: إن صوتك جميل، وإني أحب أن أسمع صوتك الشجي. فإن الاستغراب يزول عندما نعلم أن الغراب حينما فتح فمه ليغني؛ فإن قطعة الجبن قد سقطت؛ ليأكلها الثعلب بعيدا عن صوت الغراب المزعج.
لذا لا تسألوا: لماذا لا يعتني الوالد في الغرب بأبنائه إلا من خلال ما يفرضه القانون فرضا، كما لا يعتني الولد بوالده إلا ما تلزمه به المحاكم إلزاما، ذلك لأن أساس البيت قد تهدم حين زالت الأخلاق وحل محلها الفوضى، مهما لبست تلك الفوضى من شعارات براقة.
هذا كله يا إخوتي دون أن نتطرق لعذاب القبر، ولا السؤال منكر ونكير، ولا للوقوف أمام Q I ، ولا لنعيم الجنة وما أعد Q فيها للمتقين، ولا للنار ولا لعقاربها وحياتها ولا لزقومها ولا لضريعها ولا لجحيمها ولا لعذابها.
كما أننا لم نتعرض للأمراض الجنسية، ولا للجلطات القلبية، ولا للذبحات الصدرية، ولا للهموم الليلية، ولا حتى لوخز الضمير.
ولم نذكر آية ولا حديثا ولا موعظة ولا غيرها.
ولكننا ذكرنا فقط بعض الملاحظات حول من يدعى السعادة بطريق هو غير طريق الحجاب.
ولكن العاقل المدرك للأمور يسأل نفسه قائلا: وحين تنتهي حياتي، كما انتهت حياة الكثيرين من جدي وحتى آدم وحواء u فأين يكون مصيري ؟! ومن تلك الغانية المدللة التي لو أنفقت ما في الكرة الرضية لأرضيها لن تنزل معي إلى قبري، أو تطلب من أهلي أن تنام بجانبي على السرير وأنا مسدى فيه ليلية واحدة.
إذا فمن ينزل معي إلى قبري هو من يجب أن أجبر بخاطره أكثر ممن أطيعها وأجبر بخاطرها، ولا أعرف إن كانت هذه الليلة ستموت ([1]).أم سأسبقها إلى الآخرة وما أدري ما ستفعله بعدي ؟
اللهم هيئ لشبابنا زوجات طاهرات مؤدبات خلوقات يكن عونا على طريق هذه الحياة المليئة بالمشاق والصعوبات، لكي تكون حياة هانئة سعيدة، اللهم هيئ لفتياتنا أزواجاً أكفاءً قادرين على مساعدة زوجاتهم على الالتزام بطريق الخير والسعادة والهناء.ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعينٍ واجعلنا للمتقين إماما. اللهم اجعلنا أمة هادية مهدية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله حتى تكون خير أمة أخرجت للناس. والحمد لله رب العالمين
[1] كان شيوعيا أحمراً لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر فتزوج بمن فتنته جمالا ولا تعصي له أمرا وقد شغفته حبا. ولكنه أصبح تائبا، وبالله راغبا، وعلى خطاياه نادما، وفي المسجد للصبح مصليا، وعن الشيوعية مبتعداً. ذلك لأن زوجته ماتت في تلك الليلة. كما أن زوجة أخرى قد جنت وهي على المصمد (اللوج) تنظر في المرآة لحسن جمالها. فيالها من دنيا عجيبة. أما ‘ أدلة وجوب الحجاب فعليك بكتاب صغير الحجم عظيم النفع اسمه إلى كل فتاة تؤمن بالله للشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان. وكتاب الحجاب لأبي الأعلى المودودي.وكتاب رحمة الإسلام للنساء للمرحوم الشيخ محمد الحامد.والمرأة بين الفقه والقانون للمرحوم الدكتور مصطفى السباعي.