الرئيسية / المكتبة / المرأة / المهر في الإسلام

المهر في الإسلام

س8: الإسلام حث على الزواج، وسمح بالتعدد ولكنه وضع المهر بينما هناك أديان لا تضع مهراً، فلماذا كان المهر في الإسلام؟؟.

ج 8: المهر في الإسلام وسيلة وليست غاية بحد ذاته …فمدارس تحفيظ القرآن مثلاً هي وسيلة لإتقان تلاوة القرآن، وليس غايتها فتح مكاتب وإنشاء مدارس، فلو أصبح بعض الناس وقد حفظ القرآن عن ظهر قلب مجوّداً، فإننا لا نطلب إليه أن يذهب إلى مدارس تحفيظ القرآن أبداً.. لأن المطلوب قد حصل..،ولكننا نطلب إلى الناس أن يذهبوا إلى هذه المدارس؛ لأن أغلب الناس لا يمكن أن يتقن حفظ القرآن إلا عن هذه الطريق.

وكذلك فالمهر في الإسلام وسيلة لا غاية…والغاية هي حفظ حقوق المرأة، وحفظ حقوق أطفالها، فالغاية من المهر إذا هو صيانة حقوق المرأة.

فحين يتقدم الخاطب ليقول للمرأة أنني أحبك واطلب يدك…تقول له المرأة بلسان الحال: وما دليلك على أنك ستستمر في عطفك عليَّ ورعايتك لأطفالي واستمرارك في رجوعك إلى عشنا الجميل ؟

 فيكون الجواب بالعمل لا بالقول ويكون الجواب بدفع المهر: هاهو يا عزيزتي كل ما أملك من نقود جمعتها من تعب يميني وعرق جبيني أقدمه لك بل وسأستدين حتى أبرهن لك….

ومعلوم أن المال هو شقيق الروح بل أن الله تعالى قد قدمه على الروح في عدة مناسبات ) وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ(-التوبة/41-بحيث تطمئن المرأة بهذا التقديم أن الزوج مستعد لتقديم روحه دفاعاً عن عرضه إذا ما تعرض للخطر…[ومن قتل دون أهله فهو شهيد ] –(الترمذي/1421)، ومن ثم سمي المهر صداقاً أي دليل صدق الرجل في حبه للمرأة.

 ولذلك فإني سأروي لك حادثة تدلك بكل وضوح على أن المهر في الإسلام ليس هدفاً بحد ذاته، ولكن الإسلام إذا عرف من الرجل صدقه في طلب يد المرأة، فانه سيزوجها له بدون مهر مادي…ففي صحيح البخاري ج: 4 ص: 1920

عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت رسول الله r فقالت يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله r فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال:هل عندك من شيء؟ فقال: لا والله يا رسول الله، قال: اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا، فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئا قالr: انظر ولو خاتما من حديد، فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد ولكن هذا إزاري -قال سهل ما له رداء- فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شيء، فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا. فأمر به فدعي فلما جاء قالr: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا عدها قال أتقرؤهن عن ظهر قلبك قال: نعم قال اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن.

أ رأيت أيها الأخ الكريم: أن المهر في الإسلام هو وسيلة لا غاية بحد ذاته. وهل لاحظت معي أنهم كانوا لا يملكون المال، ولكنهم كانوا حريصين على حفظ، وفهم القرآن والعمل به؛ لذلك فقد رفعهم الله تعالى ودانت لهم الدنيا.

س9: نشاهد أن هناك نساءً تولين مقاليد أمور جسام في بلدهن وكن الفائزات على منافسهن من الرجال، فكيف تعللون ذلك ؟؟

ج9: نحن لا نقول إن المرأة لا تستطيع أن تكون رئيسة دولة أو وزيرة؛ كما أننا لا نقول أنها لا يمكن أن تعمل عتالاً أو حمالاً حتى لأكياس الإسمنت، أو حتى رافعة أثقال أو حتى مصارعة أو ملاكمة، ولكننا نقول أنها مخلوقة لغير هذا..

فالتراكتور مثلاً مصمم للحراثة، لكن أستطيع أن اجعله سيارة خصوصية تنقلني إلى مكتبي، وأستطيع أن أركب عليه رفوفاً خشبية وأجلس عليه أولادي، وأذهب بهم رحلة شيقة (أو شقية ) وليهتز ما شاء له أن يهتز؛ ولكن يبقى الأمر أنه مصمم لغير ذلك.

 كما أن وجود امرأة في سدة الحكم لا يعتبر تقدماً ولا هو فقط من خصائص القرن العشرين، فانظر إلى بلقيس )إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ( (النمل:23) ولكنها ما لبثت أن استسلمت أمام الرجل الهمام رسول الله سليمان عليه السلام …

وكان كل من حولها يدينون لها بالولاء والطاعة ويحرضوها على القتال ولكنها استسلمت، ولم تكن لها روح المقاومة، ولم تحاول أن تخوض حرباً واحدة ثم تستسلم. ولعلك إذا أمعنت النظر في تلك القصة وجدتها مليئة بالعبر والمواعظ.

والمرأة في سدة الحكم لا تعمل بمفردها، ولكنها تعمل باستشارات من حولها، واغلب من حولها هم رجال…ولو قدر لك الوصول إلى تلك المناطق لعرفت كيف تسير الأمور وكيف تمرر المعلومات وكيف…وكيف..

 أما عمر رضي الله عنه فقد كان حاكماً يسير بين الشعب فلا تخفي عليه خافية. نعود لنقول: أن امرأة قد تقرر الحرب، لكن من الذي يخوض غمارها ومن يضع خططها ويديرها.

والمرأة قد تنتصر في الحرب لكن على من هل تنتصر على الرجال أم على الذكور..ولعلك تستغرب فما هو الفرق بين الذكور والرجال..؟

الذكر قد يكون مجنوناً فلا تكون له القوامة.لكن في معرض المدح يقول الله تعالى

)رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ(النور/37-وتقول ذكور النحل ولا تقول رجال النحل … لأن ذكور النحل موجودة للتلقيح فقط.

ولنعد إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم (( ما ولى قوم أمرهم امرأة إلا ذلوا ))-(البخاري/ الفتن/2262)- فهل الذل يكون بمعركة واحدة..أم هل تظهر النتائج خلال يوم وليلة …

 لا إنها حركة لا يستطيع رصدها الرجل العادي، ولكن الذي يرصدها هو حركة التاريخ وعبر الأيام.. فهل لك أن تقرأ تاريخ بريطانيا؟ إنها كانت تسمى بريطانيا العظمى …ثم بعد ذلك أصبحت خامس خمسة من دول كبرى..ثم هي ا لأن دولة كباقي الدول وأصبحت أمريكا وروسيا هي الدولتين الأعظم، والله أعلم ما يخبئ التاريخ لنا من مفاجآت ….

إن حركة الدول بالنسبة للتاريخ كعربة في آخر القطار انفصلت عنه، إنها تسير بسرعة عالية، ولكنها متناقصة باستمرار، وبعد مسافة يظهر الفرق بين القطار المتحرك بقوته الذاتية، وبين العربة التي أصبحت تسير بما بقي لديها من تسارع يوشك على الانتهاء.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ

وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيـــــنَ

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

المهر في الإسلام, الشيخ زكريا القضاة

عن qudah

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

4-تعدد الزوجات

4-تعدد ...

%d مدونون معجبون بهذه: